lundi 3 octobre 2011

غدا سيذهب أيلول أيها الغريب

أتأتي أيتها الحقيقة من فضلك
أنقذيني من هذا الشيء الجميل
هذا الشيء المستحيل
فأنا لم أحلم في حياتي إلا بالقليل
وهذا الشيء كثير كثير
أيتها الحقيقة
أنا لست من هنا
أنا من هناك
حيث البحر والشمس والسماء
وأشخاص افتراضيين
أنا من هناك
حيث أحفر الأرض ولا أجد الماء
أجعل الطيور تأكل من أكلي فلا تعود في المساء
كفى أيها الحلم
لا تتكبد العناء
فأيلول ذاهب غدا لا محال
وأنا لا أريد أن أبقى هنا
تائهة في الأدغال
أرجوك أيها الحلم ابتعد عنا
ولا تضعينا مرة أخرى ضحية سذاجتك
فأنا أخاف
فما أزال أشم رائحة سجائره وأعتبرها عطرا
وأنظر إلى صوره وأظنها حبرا لقصائد لم تكتب
أتذكر قصصه الصغيرة فأجعلها رواياتي قبل النوم
فكيف استيقظنا اليوم نحن الذين نحب النوم
وكيف اليوم نغرق ونحن لا نجيد العوم
ونشتهي الأكل وهذا شهر الصوم .

غدا سيذهب أيلول يا حلمي الجميل
يا حبي المستحيل
ولن أراك ثانية في أوراق الخريف
ولا في صوت الرياح العنيف
ولكنك في كل شيء
في وجوه الناس العابرة
في بسماتهم الساخرة
في دقات قلب جنين في أحشاء أمه
أنت في نسمة الهواء التي تلاعب خصلات شعري
أنت في رائحة الأرض عندما تسقط الأمطار
وفي رائحة العشب عندما يأتي موسم الاخضرار
أنت في دمعي عندما أبكي
وفي دفاتري عندما أشكي
أنت في قطعة الرغيف
وفي يوميات حب عفيف
أنت في كل شيء
وفي كل شيء أنت
فكل الوجوه تشبهك
وأنت لا تشبه أحدا
كل شيء هو مثلك
وأنت لا مثيل لك أبدا
غدا سينتهي أيلول أيها الغريب
ولم أراك لا أنت ولا المطر
ففيك شيء من مدينتي
وشيء آخر من القمر
ومغادر أنت دائما كحقيبة السفر
وسينتهي أيلول غدا ولم أراك لا أنت ولا المطر .
أتأتي أيها الحقيقة من فضلك
فأنا أخاف
فما زال إيقاع صوته يصنع ألحانا في أذني
فيقنعني أنك أروع مغني
و أتمنى أنا أن أكون يوما أغنية
أرى تلك اللوحات التي تركتها
معلقة على جدار أبيض سميك
فأعلم أنك أبدع رسام
يبدع المزج بين الألوان
فأتمنى لو كنت لوحة واحدة من لوحاتك .
ليت بيدي حيلة
أو مصباح لعلاء الدين
لينني حورية
أحقق آمال الحالمين
لم أكن لأطلب غيرك لي أمنية
وتتمنى أنت
أيها الغريب
أن تراني في أمسية
أكون فيها أنا الحلم وأنا الأغنية
أيتها الروح التي تسكن جسمي فترهقه
لا تسأليني ثانية
لماذا أحببت
أيتها المدينة التي تجري في عروقي فتشبهه
لا تعاتبيني إن أخطأت
فأنا طفلة صغيرة
اعتادت أن ترسم منزلا صغيرا
فيه أشجار و أطفال و زهور الأقحوان
فنهضت يوما ووجدت نفسها رسمت فنان .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire