أول الخريف
وها أنا وها أنت ثانية
تائهتان ، حالمتان
أم تبحث عن هويتها
وبنت تسأل عن انتمائها .
أتى أيلول يا مدينتي
ولم يعد هناك لا وقت ولا مكان
لا للحب ولا للحرب
يا مدينة تعشق الحروب في كل شيء
وتصنع الحب من كل شيء ،
ألم يكن السلام خيارا
ما ذنب الذين لا يعشقون الحروب
ويريدون أن يعيشوا كل أيامهم في هدوء الغروب؟
لم يتعلموا طقوس لألم يوما
ولم يعرفوا جلادين يقتلون ضحايا الأمل
ما ذنب الذين لم يتلقوا دروسا في الحب
ألم يكن عشقهم دمارا
وحبهم انتحارا ؟
ولكنك كما كنت دائما
مدينة ديكتاتورية
تصنع الأمر وتعتبره قرارا .
أتى أيلول يا مدينتي
فهل اختفت الطيور فأصبحت وحيدة
وهل يشعر الأباطرة بالوحدة حقا ؟
وماذا عن الفراشات
هل تركتك لاحتمالاتك
ولم يعد بمقدورك أن تتمني أمنية
وما احتياج العباقرة للأماني ؟
لا بأس فما كنت يوما تحبين أيلول
ولا أيام أيلول
ولا عشق أيلول .
وأنا اليوم لأول مرة أحببته
وبصبر عنيد انتظرته
استغربي
ولكني اليوم عشقته
فلم أشعر بكآبته العابرة
ولا بنظريته المتشائمة
يا مدينتي يا قاهرة
لا تكوني لي اليوم لائمة
فقط
ابتسمي لي و قولي معي :
مرحبا أيها الحب
أتى أيلول
فلا أعرف ما كنت قبله
هل كنت فيك غريبة
وغريبة هي السنون ؟
لم يكن شيء لي فيك ولا لي شيء
ولم أكن أحب حرف الياء في آخر الكلمات .
لم يكن يحق إلا للشرفاء أن يحبوك
ولا يحق لي أن أتقاسم حبهم فيك
قتلتني بلا إذن من السماء
تجاهلتني حتى أصبت بالإعياء
نمت في أحضانك وأنا أحس بالعراء
أي حب هذا يلقنني الغباء؟
أتى أيلول يا مدينتي وأسئلتي كثرت
لماذا هم ولست أنا ؟؟؟
أهم أبناؤك الشرعيون ؟؟؟
و أنا ؟؟
من أنا إذن
نتيجة من نتيجة تناقضاتك
أم سبب من أسباب حماقاتك؟
ما ذنب طفل لا تعترف به أمه
ورغم ذلك يحبها
يا مدينة لا تعرفني
يا أما ترفضني وأعشقها
تقتلني فأوقظها
تلتهمني فأقبلها
يا مدينة تمتهن التناقض
فأفهمها ...
أتى أيلول
ومازال الطفل في داخلي لم يكبر
ويعلم أنه سيشتاق إليك يوما
ففي عروقه صورتك لا تقهر
فلو كنت ملحا سيكون هو السكر
يا أما لم أنفطم منها
إلا وكنت جائعة أكثر
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire