I:
لا تنتظر أحدا
لا داخل المحطة ولا خارجها
فالقطار الذي يحملهم جميعا
اختفى أبدا
A:
لاتنتظر القطار الذي قد سيأتي غدا
فالقطارات على السكة الواحدةلا تلتقي أبدا
لا تنتظر،
... فالانتظار قد يطول فالوقت يمضي
و أنت عنه مسؤول
I:
لا تنتظر أحدا
ولا تدع الانتظار يطول
ولا تكن في هذا الأمر إنسانا صبور
ولا كلبا وفيا لصاحبه المغرور
فما كل من انتظرناهم أدخلوا على قلبنا السرور
A:
فمنهم من جعلونا مجرد محطة عبور
ومنهم من مر علينا مرور الزائر للقبور
لا تنتظر من ركب القطارفقد يصيب القطار خلل.
.. لاتنتظر من ركب القطارفقد يصيبك الملل
قد تعتريك العلل
قد يصيبك أمر جلل
فمن الانتظار ... ما قتل
I:
لا تنتظر
فقلبي هذا المسكين يحتضر
و سيموت قبل أن تأتي وتعتذر
وفي جنازته أرجوك احمل له عذرا صادقا ...
ولا تكن بالأكاذيب ناطقا
واعلم أنه كان هناك يوما
ينتظر
يحتضر
يبتسم للضباب
يبحث لك عن أعذار
لقد كان هناك في محطة القطار
و أنت كنت سائحا محتار
A:
محتارا تبحث هنا و هناك
وهو كان فقط في الجوار
لم يكن مختفيا وراء الستار
لم يكن بينك و بينه سوى أمتار...
كان جليا كشمس النهار
كزرقة المياه في البحار
كيف لم تسمع دقاته تعلواكلما اقتربت
كيف لم تسمع أنينه يبكي كلما ابتعد
تفقد كان مشتاقا ليوم اللقاء
واللقاء عندك سواء
كان مشتاقا للبقاء
وأنت حكمت عليه بالفناء
I:
أيا ترى لم تصدقه عندما قال لك أنه اشتاق
وأنه تألم كثيرا عندما لم تقل له حان موعد الفراق
وخاف كل يوم ألا يكون له نصيب من عيناك
وصلى كل يوم كي يدعوا ليرى ثانية محياك
قلبي هذا الذي لم يراك...
إلا ثواني قليلة و ثم هواك
ألم تعده ألا تنساه أبدا
ألم تعده بأنك ستأتي غدا
أحقا أن انتظاره سيذهب سدا؟
لا عليك يا قلبي الجريح ستنساه ستنساه
ومدينتك ستنفض الغبار عن أماكن لقياه
آه يا رباه لو كنت فقط لم أعرفه ولم ألقاه
A:
لا, لن أحزن عليه بعد الآن
سأحطم ساعة يدي سأجعل لباب قلبي قفلاوسأمحو من عليه العنوان...
سأبني عند مدخله الجدار
وسأعلق لافتة على الجدارمكتوب عليها: ممنوع الانتظار
فلن أنتظر أحدا بعد الآن لن أسجن نفسي في المحطة كأني سجين خلف القضبان
لن أنتظر القطارسأكون أنا القطاروأنا المسافروأنا الربان
سأمحو في طريقي الزمان
سأمحو من كتاب الذكريات عطره المنعش وسحر عينيه وصوت ضحكته الرنان
سأمحو من كتاب الذكريات جلسته الأنيقة وما يحب من الموسيقى واحتساءه القهوة في الفنجان
لن أنتظر أحدا بعد الآن سواء كان إنسان أو غير إنسان
I:
أما أنا يا صديقي فسأشيع جثمانه الأخير من ذاكرتي
وسأرسم علي وجهه الملائكي قبرا وستكون مراسيم الجنازة في مخيلتي
وسأقول لك يا قلبي صبرا صبرا ...
فلن يكون الاستثناء
ولم يكن يوما لك العزاء
فلماذا لماذا يا قلبي كل هذا البكاء؟
كنت تعلم يا قلبي أنه هناك أناس تموت ألما وحرمانا وعشقا
فلماذا أحببت ؟
كنت تعرف النهاية
فلماذا ابتدأت
كنت تعرف أن غودو لن يأتي
فلماذا انتظرت
كنت تعلم أن سيزيف ستسقط الأرض مرارا
فلماذا حاولت
وعدتني ألا تقترف المستحيل أبدا
فلماذا خلفت
وداعاوداعا يا محطة قطار ألفته
ا ستكونين أكثر مني حظا ذات يوم
ستطأ قدماه أرضك حاملا حقيبته
وأشياءه وقلبي معه
وستخضر عيناكمن جماله
من عذب كلامه
من حلاوة ابتساماته
وستقفين جامدة صامدة
حينها ستعذرينني
لا محال وستتذكريني
A:
ستتذكرين الكلمات التي خلفتها ورائي على مقاعد الانتظار
ستتذكرين العبرات... التي هطلت من عيني على الجدار
ستتذكرين كل الذكريات التي علقتها على شباك التذاكر كتذكار
وسأتذكرك أنا أيتها المحطة
سأتذكر صراخ الطفل فرحا بقدوم أبيه
ودموع الأم تودع ابنها المسافرو متأخرا يجري للركوب عند آخر تنبيه
وغاضبا يرى القطار وهو يغادر
سأتذكر العاشقين يلوحان لبعضهما البعضولا يغادر الآخرحتى يتحرك القطار
ويختفي في الأفق بعيدا عن الأنظار
وداعا يا محطة قطار ألفتها
سأختفي أنا الآخر عن الأنظار
سأختفي ولدي الأسباب
سأرحل فأرجوكي أجلي العتاب
سأرحل من الباب
ولا أدري
هل سأخرج منه إلى النعيم
أم إلى العذاب
I:
وداعا يا محطة القطار
A:
وداعا أيها الانتظار
( قصيدة مشتركة لي ولأحد الزملاء )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire