من الغريب أن تخطو خطوة من السرير إلى نافذة لا تعرفها دون أن تحتاج إلى ذلك الشيء . والأغرب أن تفتح أبواب نافذتك المطلة على المقبرة ،فتكتشف لأول مرة أنك ترى، وأنك لم تعد بعد تنتمي إلى طائفة العميان. ستجد نفسك تبحث بين شوارع مدينة لا تعرفها ، وكأنك تراها لأول مرة لأنك حقا تراها لأول مرة بعيون المبصرين ، ستبحث عن أشياء لا تعرفها، أشياء غير خيوط الظلام والمقبرة. وأول ما يبحث عنه الأعمى المشتاق إلى النور، شروق الشمس وينظر إليها محاولا ألا يغمض عينيه ، رغم الألم والدموع ولكنه لا يريد أن يحس بالظلام مرة أخرى حتى ولو لرمشة عين. العشاق والمبصرون لأول مرة ،هم فقط من يعتبرون أن الدنيا هي عبارة عن أيام من الشروق لا غروب لها أبدا. ولكن عذرهم مقبول فاشتياقهم إلى الحياة والحرية والنور أسباب وجيهة تجعلهم لا يرون غير النصف المليء من الكأس، واشتياق الأعمى إلى الركض دون أن يخاف من الوقوع بسبب قطعة صغيرة من لاشيء هو سبب أوجه.
السينما هي كذلك من الأشياء الكبيرة التي تريد أن تراها وأنت أعمى ، فجلوسك في قاعة ضخمة تشاهد فيلم رعب مع أصدقائك، هو كذلك شيء جميل ، خصوصا إذا أحسست بشيء من الخوف ليس بسبب ما تراه لأنه لا شيء بالنسبة لك، ولكن لأن صديقا تذكر أنك جالس أمامه فقرر أن يرعبك وقررت أنت أن تظهر له ولنفسك أنه حقا أخافك، فتكتشف للمرة الأولى أن حتى الخوف هو إحساس رقيق. ومن الرائع كذلك أنت تذهب إلى مطعم رفيع المستوى، يقدمون فيه شيئا لا تستطيع صنعه في المنزل لأن مكوناته معقدة،وفي الوقت الذي تمسك الشوكة محاولا أن تستكشف ذلك الشيء تسمع أغنية شرقية تحاول أن تجعل منها قصتك،وعندما تتذكر أنك جالس أمام أناس وتقنع نفسك بعدم جدوى الأحلام تتحدث في أشياء تافهة وسخيفة وأجمل ما فيها أنها واقعية ، وأبشع ما فيها أنها حياتك . وفي آخر اليوم ستحاول الرجوع إلى بيتك وتفكر في اليوم الثاني وكيف ستقضيه ، ولكن الشمس قررت أن تغرب ذلك اليوم باكرا، فوقفت في وسط الطريق ضائعا وخائفا أن تصدمك سيارة ، أو أن تتعثر بسبب قطعة صغيرة من الإسمنت ، أحسست حينها بالخوف الحقيقي، وفهمت أنه لا يمكنك أن تنتمي إلى عالمين مختلفين أو متناقضين في نفس الوقت . وفي اليوم التالي نهضت من سريرك وأمسكت بعصاك وتوجهت إلى حديقتك مقررا ألا تفتح النافذة أبدا
samedi 26 mars 2011
lundi 14 mars 2011
النور
جلس على حافة الطريق كان يحاول الوصول إلى الحديقة ، و لكن الشمس كانت حارة جدا ، فاكتفى بالجلوس على حافة الطريق و هو يتأمل و ينظر إلى مئات الوجوه من دون خجل يدقق تفاصيلها ، و يدرس حروفها ، كأنه يريد حفظ تقاسيمها أو يمكن أنه كان يبحث عن وجه في وجوهها . و كأنه كان يقول شيء و لكن لا أحد كان يسمعه ، إلى أن جاءت فتاة صغيرة و جلست أمامه و قالت : يا أبتي لماذا تجلس هنا و الحديقة في الجانب الآخر من الطريق لا يفصلنا عنها غير شارع واحد ؟ فهيا بنا ننهض إلى الحديقة فرد عليها قائلا : صفي لي النور يا ابنتي ،قالت أنا لا أعرف . و كيف لا تعرفين فأنا أعمى لا أرى غير السواد ، أما أنت فعيونك زرقاء كعيني أمك ، ترينه كل يوم و تحسينه كل دقيقة لمجرد أنك طفلة . يا ترى ما هو لونه ؟ قالت وكيف عرفت أن عيني كعيني أمي زرقا وتين ؟ قال أجيبيني أنت أولا كيف هو النور ؟ أنا لا أعرفه و لكن أمي تقول أنه شيء سيدق بابنا يوما ما ، و سنفرح كثيرا لأننا رأيناه و سنشعر بشيء غريب يدغدغ إحساسنا و ينعش تفكيرنا و تقول أمي إذا ما رأيناه ستكون نهاية مأساتنا و بداية حياة جديدة في تاريخنا هكذا تقول أمي.
و أنت ماذا تقولين ؟
أنا لا أقول شيئا و لا أنتظر شيئا ، و لكني لا أحب الغرباء ، على عكس الطيور أحبها عندما ترفرف عاليا بجناحيها فتذهب متى تشاء و تعود متى تشاء ، وأحب أن أرتمي بين أحضان أمي عندما أحس بالبكاء ، أحب أن أغني و أقهقه بصوت عالي إذا ما أردت الضحك و الغناء، و أحب أن أتحدث كثيرا إذا ما رجعت صديقتي من السفر و أحب دميتي لأنها أعز صديقاتي بعد صديقتي المسافرة . و أين هي صديقتك ؟ تقول أمي أنها سافرت إلى مكان بعيد جدا و لكني أشتاق إليها ، و أكتب لها كل يوم رسالة كي أتحدث إليها و أدعوها إلى الرجوع لأني أنتظرها رغم أني أكره أن أنتظر. و ماذا تحبين كذلك ؟ أحب الشموع و أحب الورود و تقول أمي أني يجب أن أحب الصمود و أن لا أصدق العهود و الوعود . آن الآن أن تجيبني كيف عرفت أن عيني زرقا وتين و من أين تعرف أمي ؟ كانت تقول لي زوجتي أن النور أن ترى و أنت أعمى و أن تنعم بالحرية و أنت بين الأسرى ، و أن تكون متعافيا و أنت في المستشفى و أنا اليوم رأيت النور يا ابنتي و رأيت عيوني أمام عيوني .
أنا يجب أن أذهب ، أمي ستعاتبني إذا تأخرت هيا معي لنذهب معا إلى الضفة الأخرى . قال : لا بعدما رأيت كل ما أريد أن أراه لا أريد الضفة الأخرى و لا أريد أن أتكبد عناء المحاولة مرة أخرى ....
و أنت ماذا تقولين ؟
أنا لا أقول شيئا و لا أنتظر شيئا ، و لكني لا أحب الغرباء ، على عكس الطيور أحبها عندما ترفرف عاليا بجناحيها فتذهب متى تشاء و تعود متى تشاء ، وأحب أن أرتمي بين أحضان أمي عندما أحس بالبكاء ، أحب أن أغني و أقهقه بصوت عالي إذا ما أردت الضحك و الغناء، و أحب أن أتحدث كثيرا إذا ما رجعت صديقتي من السفر و أحب دميتي لأنها أعز صديقاتي بعد صديقتي المسافرة . و أين هي صديقتك ؟ تقول أمي أنها سافرت إلى مكان بعيد جدا و لكني أشتاق إليها ، و أكتب لها كل يوم رسالة كي أتحدث إليها و أدعوها إلى الرجوع لأني أنتظرها رغم أني أكره أن أنتظر. و ماذا تحبين كذلك ؟ أحب الشموع و أحب الورود و تقول أمي أني يجب أن أحب الصمود و أن لا أصدق العهود و الوعود . آن الآن أن تجيبني كيف عرفت أن عيني زرقا وتين و من أين تعرف أمي ؟ كانت تقول لي زوجتي أن النور أن ترى و أنت أعمى و أن تنعم بالحرية و أنت بين الأسرى ، و أن تكون متعافيا و أنت في المستشفى و أنا اليوم رأيت النور يا ابنتي و رأيت عيوني أمام عيوني .
أنا يجب أن أذهب ، أمي ستعاتبني إذا تأخرت هيا معي لنذهب معا إلى الضفة الأخرى . قال : لا بعدما رأيت كل ما أريد أن أراه لا أريد الضفة الأخرى و لا أريد أن أتكبد عناء المحاولة مرة أخرى ....
dimanche 13 mars 2011
يا أيها الصغار
يا أيها الصغار
لا تكبروا يوما
و لا تحلموا بالكبر
و لا تنتظروا منا شيء
فنحن عاقلون
كلامنا موزون
لا نستطيع أن نقول نعم للجنون
ولا لا لأي قانون
يلزمنا به هذا المجتمع المصون
يا أيها الصغار
لا تنتظروا القطار
و لا تشتروا تذكرة في محطة القطار
مكتوب عليها » نحن مجرد صغار
نريد السفر إلى عالم الكبار
«لأننا سئمنا من أن نكون صغار
لأنه لن يأتي القطار
و إن أتى متأخرا كعادته الرديئة
فلن يحملكم كعادته البذيئة
و لن يتمهل قليلا من أجل حياتكم البطيئة
لسبب واحد
لأنه لا يتحمل أن يسرقكم من حياتكم البريئة
فهذه أكبر و أقرف خطيئة
يا أيها الصغار
لا تدخلوا إلى عالمنا
لأنه مليء بالأساطير و بالعبر
و بالأحلام و بالصور
و بالأكاذيب و بالضجر
فأفضل الكبار
صغار رمت بألعابها يوما
لتنقذ البشر
فما وجدت غير محرقة
و قليل من الضجر
و عندما رجعت إلى ألعابها
لم تجد غير ذكريات من ورق
و أحلام من ورق
و كلام من ورق
و بحر عميق يقول :
آن أن تستعد للغرق
فأغرق أيها الكبير
و اترك صغارنا في برها
و عشها
و كوخها
ودفئها
يا أيها الصغار
لا تضيعوا أحلاكم بحقيقتنا
و لا تهربوا من ألعابكم من أجل محرقتنا
و لا تقتلوا أمانيكم بواقعنا
فنحن لا نستحق حقا
ما أنتم فاعلوه من أجلنا .
لا تكبروا يوما
و لا تحلموا بالكبر
و لا تنتظروا منا شيء
فنحن عاقلون
كلامنا موزون
لا نستطيع أن نقول نعم للجنون
ولا لا لأي قانون
يلزمنا به هذا المجتمع المصون
يا أيها الصغار
لا تنتظروا القطار
و لا تشتروا تذكرة في محطة القطار
مكتوب عليها » نحن مجرد صغار
نريد السفر إلى عالم الكبار
«لأننا سئمنا من أن نكون صغار
لأنه لن يأتي القطار
و إن أتى متأخرا كعادته الرديئة
فلن يحملكم كعادته البذيئة
و لن يتمهل قليلا من أجل حياتكم البطيئة
لسبب واحد
لأنه لا يتحمل أن يسرقكم من حياتكم البريئة
فهذه أكبر و أقرف خطيئة
يا أيها الصغار
لا تدخلوا إلى عالمنا
لأنه مليء بالأساطير و بالعبر
و بالأحلام و بالصور
و بالأكاذيب و بالضجر
فأفضل الكبار
صغار رمت بألعابها يوما
لتنقذ البشر
فما وجدت غير محرقة
و قليل من الضجر
و عندما رجعت إلى ألعابها
لم تجد غير ذكريات من ورق
و أحلام من ورق
و كلام من ورق
و بحر عميق يقول :
آن أن تستعد للغرق
فأغرق أيها الكبير
و اترك صغارنا في برها
و عشها
و كوخها
ودفئها
يا أيها الصغار
لا تضيعوا أحلاكم بحقيقتنا
و لا تهربوا من ألعابكم من أجل محرقتنا
و لا تقتلوا أمانيكم بواقعنا
فنحن لا نستحق حقا
ما أنتم فاعلوه من أجلنا .
Inscription à :
Articles (Atom)