dimanche 12 décembre 2010

شباب يحمل راية التغيير




شباب يحمل راية التغيير

إني وإن حاولت أن أكتب عن هذه الشخصية الشابة ، ليس لمجرد مكانتها الاجتماعية البارزة أو منجزاتها التي لم نعرف عنها غير القليل، و إنما هي محاولة لأصف ذلك الأثر العميق الذي يتركه هذا الإنسان ليس في داخلي أنا وحدي و إنما في دواخل أي إنسان يعرفه أو يلتقي به ،و كذلك لأبرز أن بلادنا مليئة بالقدرات الشابة التي تستطيع أن تسير بنا إلى الأمام ،و ليكون قدوة لكل شاب عربي جال و سافر ولكنه أختار في الأخير أن يرجع إلى بلده ليساهم في تنميتها و يساعد أبناء جيله من الشباب ، رغم كل الإغراءات المادية و المكانة الاجتماعية الراقية التي كان سيحظى بها لو قرر البقاء في أهم دولة من دول العالم. و إني لا أبالغ القول إن قلت بأن طارق هو من أبرز الشخصيات التي رأيتها و التقيت بها في عالمي الصغير هذا رغم خبرتي الضئيلة في معرفة الناس، و تحفظي الدائم من مخالطتهم .تعرفت عليه للمرة الأولى في الحرم الجامعي ، كان يتميز بحسه الفكاهي و خفة ظله و تواضعه لا متناهي، لم أكن أعرف أنه مهندس في الإعلاميات ولا متخرجا من جامعة الأخوين بافران ولم أكن سأعتقد أن من كان يتحدث إلي قد اشتغل في أكبر شركة للإعلاميات في العالم و في الولايات المتحدة الامريكية بالخصوص. ,أبلغنا بأنه سيفتح موقع لتسهيل تواصل الأساتذة مع طلبتهم فرحبنا بالفكرة و شكرناه على مبادرته. و بعيدا عن الجامعة و أجوائها فقد كان طارق مثالا للشاب الطموح ، الذي لم يتجاوز عقده الثالث ولكن أفكاره كانت نابعة من تجربة نافذة ورؤية ثاقبة لواقعه وواقع جهته، فقد أقنعنا بضرورة العمل الجمعوي و المبادرة الفردية وأطلعنا على تجاربه المتعددة في العراق عندما كان متطوعا في منظمة الصليب الأحمر الدولي، أو في أمريكا عندما كان يكرس يوم عطلته للعمل في الجمعيات الخيرية ،وتجربته و عمله في الصين. ويعتبر طارق عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، يسهر على تنظيم المحاضرات و الندوات في مدينة طنجة بتنسيق مع المكتب الوطني للمنظمة و بمساعدة بعض أعضائها، وآخر ندوة تم تنظيمها أقيمت بغرفة التجارة و الصناعة وذلك في إطار اليوم العالمي للصحة تحت عنوان الحق في الصحة مسؤولية الدولة و دور الفاعلين المهنيين و المدنيين. و الآن يسعى طارق إلى تنفيذ مشروع يتمثل في انجاز معرض للتجارب العلمية يستفيد منها تلاميذ ثانويات مدينة طنجة ،وذلك بهدف تحبيبهم في التكنولوجيا و إبراز مواهبهم في هذا المجال .و أخيرا و ليس آخرا فإن جلست إلى شخص و أحببت طريقته في الكلام و التعامل و التفكير، ناهيك عن خفة ظله و أحسست أنك فخور لأنك عرفت شخصا مثله، و أن بلادك محظوظة وجهتك أكثر حظا لأنها تحمل اسمه فاعرف
حينها أنك جالس إلى جانب طارق النشناش.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire