بلا عنوان
اشتريت علبة من الأقلام
وورقة بيضاء و قليلا من الألوان
و قررت أن أنسى كل الأفلام
التي تحدثني عن بطولات أبناء العم سام
و عن الماضي و عن الأوهام
و عن العنتريات التي ما صنعت إنسان
و ناديت
ضائعون نحن ضائعون
و كقلوبنا مصابون
و كأعيننا بريئون و طاهرون
و لكننا اكتفينا
و مللنا
من الكلام و العهود
و عالم تحكمه القيود
محكوم عليه سلفا بالجمود
و قررت ثم قررت ثم قررت
أن أحرر ورقة أنكر فيها تنكري
و أعلن فيها استسلامي و تكبري
و ألعن التناقضات التي ما تفارقني
و عالم خيالي في داخلي
و أصوات كثيرة تحاورني
و أن أصنع عالما
بلا دم ولا دموع و لا مطر
و بلا أناس و لا أغوال و لا حجر
و بلا خرافات
فيها القلوب تنفطر
وبلا إمبراطوريات
فيها شهريار هو القائد المنتصر
و وضعت الكحل في عيني
أهداني إياه تاجر من أصفهان
أهديته وردة الأقحوان
و ديوانا لشاعر من الجولان
و بين سواد عيني و كحلها
وجدت شيئا من الألوان
و أملا صغيرا
و تدفق الكحل على ورقتي
و انتهت الخرافة التي رسمتها بكل عنفوان
ولم يترك لي وقتا لأطلب الغفران
و لا قليلا من الألوان
و أعلن ميلاد خريطة بلا عنوان .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire