lundi 7 février 2011

كيف لي ؟

لأني أخاف
أخاف عليك يا سيدي
من غار مهجور
مولاته حفارة القبور
جدرانه من أحزان
أبوابه من أشجان
و أسرته لا من فل و لا من أقحوان
ننام عليها إذا ما أردنا النسيان
و الاستسلام و ترك العصيان

أخاف عليك يا سيدي
من كلام منثور
كحبات الرمال مسرور
و جميل كصوت الشحرور
و نقي كمياه البحور
و لكنه أسير في الصدور

أخاف عليك يا سيدي
فـأنت غني من أبناء القصور
حكاياتك تروى عبر العصور
و أنا جارية تحب إمبراطور
كيف لي
كيف لي يا سيدي
أن أكبر أكثر فأكثر
و أسرق الأعوام مني
أكثر فأكثر
لأصل إلى عالمك مرة
و من بعدها أرحل
كيف لي
كيف لي يا سيدي
ألا أغار عليك من نظراتك
و هي لوحة تقتلني
و كأني ضحية من ضحياتك
و تحييني
و كأني أميرة من أميراتك

كيف لي يا سيدي
ألا أغار عليك من بسماتك
و هي ألمع نجوم
تلألؤ سماء المدينة و سمائك

كيف لي ألا أغار عليك من أناملك
وهي ترقص في سماء بيضاء و نجوم سوداء
و تصنع سنفونية الخلود و البقاء

كيف لي يا سيدي
ألا أسمع المأساة و هي إيقاع في صوتك
و أن لا أذوق السكر و هو يذوب في فنجانك
كيف لي
ألا أحس بالحزن الراقص في عينيك
و الشموع المنطفئة في جفنيك
و أظل صامتة
لأني لا أستطيع أن أكون بين يديك .
أيا سيدي
أما زلت تريد العيش في حكاياتي
وتكون شخصية في رواية من رواياتي
فهذه هي حياتي
أجمل النهايات عندي بداية البدايات
و أروع القصص
أساطير تعيش في متخيلاتي
فلا تدخل هذا العالم من مذكراتي
فعالمك أجمل لأنه خال من العنتريات .

mardi 1 février 2011

بلا عنوان

بلا عنوان
اشتريت علبة من الأقلام
وورقة بيضاء و قليلا من الألوان
و قررت أن أنسى كل الأفلام
التي تحدثني عن بطولات أبناء العم سام
و عن الماضي و عن الأوهام
و عن العنتريات التي ما صنعت إنسان
و ناديت
ضائعون نحن ضائعون
و كقلوبنا مصابون
و كأعيننا بريئون و طاهرون
و لكننا اكتفينا
و مللنا
من الكلام و العهود
و عالم تحكمه القيود
محكوم عليه سلفا بالجمود
و قررت ثم قررت ثم قررت
أن أحرر ورقة أنكر فيها تنكري
و أعلن فيها استسلامي و تكبري
و ألعن التناقضات التي ما تفارقني
و عالم خيالي في داخلي
و أصوات كثيرة تحاورني
و أن أصنع عالما
بلا دم ولا دموع و لا مطر
و بلا أناس و لا أغوال و لا حجر
و بلا خرافات
فيها القلوب تنفطر
وبلا إمبراطوريات
فيها شهريار هو القائد المنتصر

و وضعت الكحل في عيني
أهداني إياه تاجر من أصفهان
أهديته وردة الأقحوان
و ديوانا لشاعر من الجولان
و بين سواد عيني و كحلها
وجدت شيئا من الألوان
و أملا صغيرا
و تدفق الكحل على ورقتي
و انتهت الخرافة التي رسمتها بكل عنفوان
ولم يترك لي وقتا لأطلب الغفران
و لا قليلا من الألوان
و أعلن ميلاد خريطة بلا عنوان .